الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث خاص: مدير سجن يلهف 200 ألف دينار من رجل أعمال..ويهدده بقرابته لجينرال

نشر في  17 جوان 2015  (15:06)

 تعود أطوار القصة التي سنعرضها عليكم وفق الوثائق ومحاضر البحث التي بحوزتنا الى سنة 2005، حيث أكد أحد رجال الأعمال والمدعو جمال الدين اليعقوبي أنه تعرض الى عملية تحيل في مبلغ مالي يفوق ال200 ألف دينار من قبل مدير سجن وبعض الاعوان .
وتتمثل صورة الحادثة حسب شهادة جمال الدين اليعقوبي في أنه دخل السجن خلال سنة 2005  حيث تعلقت به قضية كيدية حسب تعبيره، مضيفا أنه تم الزج به في السجن باطلا، وبعد حوالي شهر زاره احد معارفه والذي كانت تربطه علاقة صداقة بمدير السجن وهو ما مكنه من لقائه بمكتبه، مشيرا الى أنه أخبر صديقه بأنه مستعد لدفع مبلغ مالي يتراوح من 100 الف دينار الى 500 الف دينار من أجل اخلاء سبيله نظرا لكونه مطالبا بادارة أعماله ومعاملاته بنفسه، وذكر جمال الدين اليعقوبي أنه وفي الزيارة الثانية لصديقه سالف الذكر بمكتب مدير السجن كذلك، ذكر له هذا الأخير أن لديه العديد من العلاقات وتجمعه علاقة صداقة بأحد افراد عائلة الرئيس المخلوع وسيطرح عليه مشكلته ويعلمه بالنتيجة في اليوم الموالي، وواصل اليعقوبي حديثه بالتاكيد أنه تم فعلا الاتصال به من قبل مدير السجن الذي أعلمه أن لديه صديقا بامكانه اخراجه من السجن مقابل مبلغ يفوق ال 200 الف دينار، مشيرا الى أنه تردد في البداية لكنه سرعان ما وافق وبسؤاله عن الضمانات طلب منه المدير أن يسلمه في البداية نصف المبلغ نقدا وبقية المبلغ في صك بنكي.

هكذا أخرجوه من السجن لسحب الأموال

وواصل الشاكي حديثه بالقول ان مدير السجن اصدر في ذلك الوقت تعليمات لمرشد السجن بأن يحرّر باسمه ترخيصا للخروج، وبالفعل غادر السجن غير مقيّد على حدّ تعبيره، واتجه الى أحد الفروع البنكية بجهة الساحل على متن سيارة السجن وقام بسحب مبلغ مالي قدره 40 الف دينار وسلمه الى شقيقه الذي سلمه بدوره الى مدير السجن، وذكر اليعقوبي أنه زار والديه وهو في طريقه الى السجن بتعليمات من المدير وفي طريقه الى السجن التقى بالمدير مرة أخرى وأعلمه ان شقيقه سيتكفل بايصال المبلغ اليه كما اقترح عليه تسليمه سيارة من نوع باسات تفوق قيمتها ال70 الف دينار .
وأكد اليعقوبي أن المجموعة المذكورة لم تساعده في الخروج من السجن، وبمغادرته بعد سنتين بعدم سماع الدعوى تمكن من استرجاع سيارته، مشيرا الى أنه يرغب اليوم في استرجاع المبلغ المالي المذكور والصكوك البنكية التي لم تصرف بعد، مؤكدا أنه اتصل بمدير السجن عديد المرات الا أنه ماطله بل وصل حد التهكم عليه بمطالبته بالالتجاء للقضاء مضيفا الى ان المدير كان يذكره باستمرار بعلاقة القرابة التي تجمعه بجينرال .

هذا ما قاله مدير السجن

وحسب نسخ المحاضر التي بحوزتنا فانه وقع استنطاق مدير السجن المذكور الذي أنكر ما نسب اليه مؤكدا ان جمال اليعقوبي دخل السجن من اجل التحيل واثناء وجوده بالسجن كان يرغب في ربط علاقات مع الأعوان والمساجين وبسط نفوذه مؤكدا أنه صدرت في حقه عديد التقارير وتم نقله في عديد المناسبات الى وحدات سجنية مختلفة، اما بخصوص تمكينه من مغادرة السجن وسحبه لمبلغ مالي فلم ينكر المدير ذلك مشيرا الى أن الامر تم بطلب من السجين وبتعليمات من النيابة العمومية وهو أمر عادي ومن حق كل سجين سحب بعض المبالغ المالية اثناء وجوده بالسجن وان ذلك منصوص عليه بالقانون الاساسي للسجون والاصلاح.  
 وحسب شهادة الشهود وبعض الاعوان والقيادات بالسجن فان جمال اليعقوبي كان يتمتع بمعاملة خاصة من قبل مدير السجن وكان يقابل الزوار بمكتبه كما انه غالبا ما يخرجه المدير من الغرفة ليلا ويدعوه للسهر معه في مكتبه كما ان السجين كان يتدخل لزملائه ليمكنهم المدير من اجازة، كما اعترف أحد الاعوان أنه نقل اليعقوبي الى احد الفروع البنكية لسحب مبلغ مالي قدره 40 الف دينار  وذلك بموجب اذن خروج قانوني، مؤكدا انه تم نقل السجين الى منزل والديه بالسيارة الادارية التابعة للسجون والاصلاح .

سناء الماجري